حلبون من أقدم المناطق المأهولة بالسكان منذ فجر التاريخ وقد ذكرت في الكتب المقدسة وفي الكثير من المراجع التاريخية حيث أنها تتسم بالصفات التي يحتاجها الإنسان في موطن سكناه، كما تعد حلبون حصنا طبيعيا لرد المعتدين لموقعها بين الجبال الشاهقة المرتفعة.
ورد اسم حلبون في الكتابات القديمة ذكرها استرابون باسم (شاليبون) وكانت من أسماء الأماكن التي حددها بطليموس في خارطته وقد ذكرت التوراة أن خمورها كانت تحمل إلى صور.
ذكرها بطليموس في كتابة الشهير باسم حلبون ويرى الأستاذ أحمد الابش في ترجمته لكتاب "الفارس دارفيو" في دمشق في القرن السابع أن حوبة المذكورة هي حلبون حيث تتحدث الآيات أن إبراهيم قد تحارب مع خمسة ملوك وتبعهم حتى حلبون شمال دمشق.
أقدم ذكر لحلبون في ورد في سفر التكوين (الفصل 14.الفقرة 15) أثناء ذكر حرب النبي إبراهيم مع الملوك الخمسة الذين سبوا أهل لوط : "وتفرق عليهم ليلًا هو وعبيده فكسرهم واتبعهم حتى حوبة التي عن شمال دمشق" والمقصود بحوبة هنا حلبون، كما جاء في مخطوطات البحر الميت (الفصل 21.مقطع 23 - الفصل 22.مقطع26 "وفروا جميعا من أمامه حتى وصلوا حلبون التي تقع إلى يسار دمشق" وكل الكتابات والأسفار القديمة تشير إلى شهرة حلبون بالخمر منذ الماضي السحيق حيث كان يصدر إلى صور وفارس وهو خمر ملكي حصرا للطبقة الحاكمة وهو محرم على العبيد والعامة وقد بلغت حلبون أوج شهرتها في عهد إغريقا الثانيحيث عثر على كتابين يحملان اسمه وقد ورد اسم حلبون فيهما وتتساقط فيها الثلوج طيلة فصل الشتاء وتصل في بعض الأماكن إلى خمسة أمتار
ويقول الأستاذ الشاعر رفعت الشيخ "حلبون متغلغلة في القلب والوجدان تأسر محبها حتى أنك لا تستطيع الفكاك من حبائل حبها ليس لأني حلبوني ولكن لي أسوة بمن ارتبط بها قبلي ووقع في شباكها فهاهو (ماركوس أورليوس) الذي حكم العالم من أواسط أوروبا إلى نهايات آسيا قبيل الميلاد لم يطب له المقام إلا بها لقد جعلها مقرا لسكنه ودفن بها على الرغم مما يقوله التاريخ انه دفن بروما وهاهو ذا قبره كان في التابوت الذي كان يصب فيه ماء عين حلبون من تحت جامع حلبون الكبير إنه (جرن العين) الذي كتب عليه الملك العظيم ماركوس لقد كان ملكه شاسعا وعظيما ولكن استراحاته ومقره لم يكن إلا في حلبون أليس هذا عشقا لحلبون؟"
ومملكة الأبلينه التي تنسب إلى النبي هابيل بن آدم كان مركزها في سوق وادي بردى بالقرب من مدينة دمشق بينما كانت إقامة حكامها في قرية حلبون وكان هناك نفق يصل ما بين وادي حلبون (الحبابير وسوق وادي بردى ،التكية) من المناطق المحيطة ب دمشق وهاهو ذا الرحالة الإنكليزي "بورتر" الذي استطاع أن يحفظ لنا الكلمات التي كانت مكتوبة على جرن العين.
هاهو هذا الرحالة العظيم حسب ما ورد في كتابه "خمس سنوات في دمشق" والذي كتبه عام 1850 م هذا الرحالة كان ذاهبا إلى بلودان عن طريق حلبون ويبدو أن طريق بلودان كان من حلبون استوقفته حلبون مليًا كتب عن حلبون أكثر مما كتب عن التل أو منين أو بلودان وكل المناطق التي مر بها وعبر عن هذا في كتابه ومما قاله "بورتر" في كتابه "إن الكشف عن آثار حلبون قد يغير شيئا في التاريخ" وأضاف أنه ذاق فاكهه لم يذق أطيب منها طيلة حياته وهي التين.
أما دمشق فلم تسمي حيا من أحيائها بمكان ما من العالم، فلا تجد في دمشق الحي الأوربي أو الحي الآسيوي ولكنك تجد حي الحلبوني نسبة إلى الشيخ (ديب الحلبوني) الوافد إليها من حلبون وتكريما له وهو من أعرق الأحياء في سهل دمشق وليس في جبلها).
وكل من في المنطقة يسمع عن استبسال حلبون في مقاومة الفرنسيين لدى غزوهم لها والكل سمع أيضا عن "أبو العز" الذي أسقط بنيران بندقيته البسيطة آنذاك طائرة فرنسية كانت تحلق فوق حلبون لرصد الثوار.
حلبون قرية جميلة ذات وادي جميل وكبير ومميز يعطي رونقًا إضافيًا للقرية طوله 7 كم يمتد من نبع عين الصاحب حتى نبع الفاخوخ ذو الطبيعة الجبلية الرائعة وهي ذات مناخ معتدل ولطيف صيفًا حيث لا تتجاوز درجة الحرارة 30 درجة مما يجعل الكثير من المصطافين والسياح السوريون والعرب والأجانب يزورونها وفي الشتاء تتساقط الثلوج على حلبون والمناطق المحيطة بها لتغطي الجبال.